مقدمة

ويؤثر الاحتلال على النساء والفتيات بشكل مختلف، كما هو الحال في أي صراع آخر، مما يزيد من نقاط الضعف التي تعاني منها النساء والفتيات. تعاني النساء الفلسطينيات في حالتهن من تمييز مزدوج: كنساء في نظام الهيمنة الأبوية وكفلسطينيات في نظام الهيمنة الاستعمارية والفصل العنصري العنصري والفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي. ويؤدي الاحتلال إلى تفاقم الحالة الأولى ويشكل أيضاً العقبة الرئيسية أمام تحرر المرأة وحماية وتعزيز حقوقها الإنسانية.

في حين يواجه الفتيان والرجال مستويات أعلى من العنف الجسدي من قبل إسرائيل، تواجه الفتيات والنساء صعوبة أكبر في الحصول على التعليم والخدمات الصحية، فضلاً عن العنف المستمر القائم على نوع الجنس وغيرها من الحالات المحددة مثل القيود المفروضة على حقوق الميراث والملكية أو الزواج القسري للفتيات.

وغالباً ما يكون الفتيان والرجال ضحايا الإذلال والتعذيب وفقدان سبل العيش نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من الممارسات التي تؤدي إلى فقدان السيطرة أو الهيبة التي تترجم إلى غضب أو عدوانية أو قلق، وكلها تساهم في زيادة وتأجيج دائرة العنف الذي تعاني منه النساء في منازلهن على يد شركائهن أو أفراد أسرهن.

ومع ذلك، لم تكن المرأة هي السند العاطفي والاقتصادي للعائلات فحسب، بل قادت مقاومة الاحتلال باستراتيجيات غير عنيفة، من خلال نقل القيم والذاكرة والمعارف التقليدية على الرغم من هجمة التهويد والتطهير العرقي والثقافي الفلسطيني الذي تروج له الدولة الإسرائيلية الصهيونية.

تُظهر لنا استراتيجيات المقاومة المختلفة التي تقودها النساء ممارسات مبتكرة للمقاومة اللاعنفية التي وثقناها من خلال هذه الروايات التي تسعى قبل كل شيء إلى كسر الصور النمطية المعادية للإسلام عن المرأة العربية وإظهار واقع النساء اللواتي يشكلن عوامل تغيير فاعلة في مجتمع متوثب ملتزم بإرثه التاريخي ومستقبله في النضال من أجل حريتهن وحقوقهن كفلسطينيات وكنساء.