الخريطة والجغرافيا

يمكننا القول إن الوضع الحالي له لحظتان تاريخيتان أساسيتان: الأولى في ظل حكم المدات البريطاني، ثم بين عامي 1947-1948، عندما فُرض تقسيم الأراضي الفلسطينية بالقوة، وإنشاء دولة لليهود فقط في منطقة مكتظة بالفلسطينيين ذات أغلبية عربية مسلمة مع أقلية مسيحية ويهودية كبيرة تطمح هي الأخرى إلى الاستقلال.2

من خلال خطة التقسيم المثيرة للجدل (القرار 181 الصادر في 27 نوفمبر 1947)، أعطت القوى الأجنبية الأقلية الصهيونية الاستيطانية - ومعظمهم من أوروبا الوسطى - 541 تيرابايت من فلسطين والأراضي الأكثر خصوبة، بينما اكتفى السكان الأصليون، الذين كانوا يشكلون ثلاثة أرباع المجموع، بـ 461 تيرابايت من أراضيهم. وبالإضافة إلى ذلك، استمرت الدولة الإسرائيلية الجديدة، من خلال عدة حروب، في زيادة حدودها عن طريق قضم المزيد من الأراضي من المناطق المخصصة لإنشاء دولة فلسطينية، بحيث أصبحت الدولة الصهيونية في الوقت الحاضر تتكون من 82% من مجموع أراضي فلسطين التاريخية.

أما البقية فتتكون مما يسمى بالأراضي الفلسطينية المحتلة غزة والضفة الغربية، وهما جزءان صغيران بدون تواصل جغرافي حيث يعيش 2.5 مليون فلسطيني - خاصة في غزة - في ظروف مكتظة، معظمهم من اللاجئين المطرودين أو الفارين من الأراضي التي تم ضمها.
وعلاوةً على ذلك، فإن هذه الـ 22% من فلسطين التاريخية المقسمة هي نفسها محتلة عسكريًا منذ عام 1967، وهي نفسها مستعمرة بشكل مستمر من قبل المستوطنين الإسرائيليين، في حين أن الأراضي مجزأة إلى بانتوستانات غير متصلة ببعضها البعض، تقطعها عشرات المستوطنات الإسرائيلية ومئات الحواجز العسكرية والطرق المخصصة للاستخدام الحصري للمستوطنين.

في عام 1948، تحقق الحلم الصهيوني. فقد شنت دولة إسرائيل الوليدة عملية تطهير عرقي صممتها ونفذتها الميليشيات الإرهابية الصهيونية التي أصبحت تعرف باسم النكبة، أو "الكارثة"، وهي اللحظة التي أجبر فيها الفلسطينيون على ترك منازلهم والانتقال بشكل رئيسي إلى غزة والضفة الغربية، الأراضي الفلسطينية الحالية. لقد كانت تلك الحادثة ذات أهمية كبيرة في هوية الفلسطينيين اليوم وانطوت على تدمير أكثر من 600 قرية وطرد أكثر من 750,000 شخص أصبحوا اليوم، وبعد مرور أكثر من 75 عامًا، أكثر من 5 ملايين لاجئ، وهم أكبر وأطول عدد من اللاجئين في العالم. كان تأثير هذا التطهير العرقي والتفتيت المادي والتفكك النفسي على الشعب الفلسطيني بأكمله مدمراً.

منذ إعلان دولة إسرائيل في عام 1948، انقسم السكان الفلسطينيون إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

  1. ينقسم السكان اللاجئون بين أولئك الذين أجبروا على مغادرة فلسطين إلى البلدان المجاورة نتيجة التطهير العرقي عام 1948، وأولئك الذين أجبروا على الانتقال إلى أجزاء أخرى من فلسطين من إسرائيل الحالية قبل إنشائها.
  2. السكان الفلسطينيون الذين بقوا داخل إسرائيل بعد الحرب - المعروفون بين الفلسطينيين بفلسطينيي 48 أو فلسطينيي الداخل، وبين الإسرائيليين بفلسطينيي إسرائيل.
  3. الفلسطينيون المقيمون في ما تبقى من فلسطين الانتدابية - الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وغزة، والتي كانت بين عامي 1948 و1967 تحت السيطرة الأردنية والإدارة المصرية على التوالي، ومنذ عام 1967 تحتلها إسرائيل عسكريًا.

اكتشف المزيد هنا و هنا.

2 https://idus.us.es/handle/11441/30941